وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي تلقي كلمة دولة فلسطين في جلسة مجلس الأمن "جهود المرأة من أجل السلام في عالم متغير" والمخصصة للاحتفاء بذكرى صدور قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن
2024-10-24
السيدة الرئيس
نجتمع اليوم في مجلس الأمن في ذكرى اعتماده للقرار التاريخي ١٣٢٥ حول المرأة والأمن والسلم، بينما تمر نساء فلسطين والشعب الفلسطيني بأكمله في فصل يعتبر من أقسى وأخطر فصول تاريخه منذ نكبة عام ١٩٤٨، يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة ونظام فصل عنصري في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، على يد إسرائيل من أجل هدف واحد وهو التهجير القسري لشعبنا وطرده عن ارضه وعن وطنه، ومحو تاريخه وحاضره ومستقبله.
ان ما يرتكبه الاحتلال الاسرائيلي من إبادة جماعية في قطاع غزة هي حرباً على الإنسانية جمعاء.
وفي ظل ازدواجية المعايير، وغياب المسائلة فشل المجتمع الدولي في ردع اسرائيل عن ارتكاب المجازر في فلسطين قد فتح شهيتها للعدوان على لبنان الشقيق.
سيدتي الرئيس؛
إن الوقت في الأرض المحتلة من دم، وأمام هذه الاستباحة والتي تلاحق النساء والفتيات بشكل خاص أينما تواجدوا -لا وقت للانتظار.
على مجلس الأمن ترجمة الالتزامات ضمن أجندة المـرأة، والسلام، والأمن، إلى إجراءات ملموسة تحمي نساء وفتيات الأرض الفلسطينية المحتلة من كل أشكال التنكيل والتعذيب والخطر والممارسات الاسرائيلية ، بما في ذلك العنف الجنسي، وارهاب المستوطنين المستمر و تصاعد وتيرة الفصل العنصري الذي يعـزل المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض، ليمنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية – على سبيل المثال لا للحصر كما حصل مع المواطنة حنان أبو سلامة والتي أُعدمت بدم بارد في بلدة فقوعة (جنين) أثناء قطفها ثمار الزيتون الأسبوع الماضي.
كما نطالبكم بالقيام بمسؤلياتكم المنوطة بكم للعمل على إطلاق سراح كافة الأسيرات الفلسطينيات، في سجون ومعتقلات الاحتلال الاسرائيلي.
السيدة الرئيس،
لقد أتينا اليوم إلى مجلسكم الموقر لنؤكد على أن الوجه الاستعماري القبيح لإسرائيل لن يخفي أكثر من: (2.7) مليون وجــه لامرأة وفتاة فلسطينية تناضل من أجل الحياة، والكرامة الإنسانية، والعدالة والعودة والحرية والاستقلال. هؤلاء الواثقات بأن آلامهن التي حركت ضمير العالم، ستكون لعنة تلاحق مجـرمي الحـــرب، نُحييهن ونحن تحت قبة هذا المجلس على شجاعتهن وصلابة إرادتهن. ونؤكد بأننا لن ندخر جهداً في إعلاء أصـواتهن، حتى تنتهي معاناتهن وينتهي الظلم الواقع عليهن.
كما أتينا لنجدد امتناننا لكل الدول والشعوب التي عبرت عن دعمها للشعب الفلسطيني في مسيرته نحو الحرية والاستقلال، مستذكرين تضحيات عشرات المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان في الأرض المحتلة بمن فيهم المتضامنة الأمريكية الجنسية عائشة نور، والتي قتلت بدم بارد في بلدة بيتا بالقوة الإسرائيلية المميتة.
سيدتي الرئيس؛
رغم العوائق التي تفرضها إسرائيل أمام النساء والفتيات الفلسطينيات في احراز التقدم نحو تحقيق أجندة المرأة، والأمن، والسلام.
نؤكد على إصرار دولة فلسطين على المضي قدماً في احترام هذه الاجندة، والوفاء بالتزاماتنا تجاهها، ولكننا ما زلنا ننتظر من مجلسكم الإيفاء بالتزاماته في تحقيق وقف إطلاق نار فوري ومستدام في قطاع غزة، وضمان دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين الفلسطينيين في القطاع الذين جلهم من النساء والأطفال، ودعم المنظمات الإنسانية العاملة على الأرض، بما في ذلك وكالة الأونروا.
كما نطالبكم بالتحرك بشكل فعال من أجل تنفيذ قراراتكم بشأن القضية الفلسطينية واحترام فتوى محكمة العدل الدولية بشأن عدم قانونية الاحتلال الاسرائيلي وضرورة انهائه دون أي تأخير، كسبيل وحيد نحو إزالة كافة العوائق التي تحول دون تمتع النساء والفتيات الفلسطينيات بحقهن في تقرير المصير.
رغم حجم المأساة ومرارة الفقد التي يعيشها أبناء شعبنا، تبقى المرأة الفلسطينية حارسة حلمه في الحرية والاستقلال، وتبقى شريكة في القرار الوطني في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس وتعزيز نموها وتحقيق استقلالها.