
الخليلي من مؤتمر كتلة النضال: إن تعزيز مشاركة النساء في الحياة السياسية والحزبية هو حجر الزاوية في بناء مجتمع عادل ومنصف
أكدت وزيرة شؤون المرأة، منى الخليلي، خلال كلمتها في مؤتمر كتلة نضال المرأة الثاني بعنوان “المرأة حارسة بقائنا ونارنا الدائمة”، أن ما تمر به فلسطين من عدوان مستمر يؤكد على الدور الجوهري للمرأة الفلسطينية في النضال والبقاء. وشددت على أن تمكين النساء ومشاركتهن في صياغة السياسات وإعادة البناء هو ضرورة وطنية وأخلاقية، وليس ترفاً، داعية الأحزاب الفلسطينية إلى تبني قضايا النساء كجزء أساسي من رؤاها وبرامجها.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة معالي الوزيرة التي ألقتها الوزيرة الخليلي في المؤتمر:
الأخوات العزيزات،
الرفيقات في كتلة نضال المرأة،
الحضور الكريم،
أحييكم اليوم بتحية الصمود والعطاء، تحية المرأة الفلسطينية التي لم تتراجع يوماً عن خطوط المواجهة، لا في الدفاع عن الأرض، ولا في حماية المجتمع، ولا في انتزاع حقوقها كاملة غير منقوصة.
أقف بينكم اليوم في لحظة وطنية وإنسانية حرجة، ونحن نواجه كنساء وشعب عدواناً لا يتوقف، وحرب إبادة ممنهجة تستهدف الوجود الفلسطيني في غزة والضفة والقدس والمخيمات، بكل ما فيها من بشر وحجر وتاريخ وأمل.
في هذه اللحظة بالتحديد، يتجلى حضور المرأة الفلسطينية كما لم يكن من قبل. فقد أثبتت المرأة، مرة تلو الأخرى، أنها ليست ضحية للعدوان وحسب، بل شريكة في النضال، قائدة بالفطرة، حارسة لبقاء الأسرة والوطن.
نراها اليوم، رغم الألم والخسارة، تصر على الحياة، تصر على الوجود، وعلى أن يكون لها صوت في كل ساحة ومعركة.
إن ما تشهده فلسطين اليوم من ظروف قاهرة يجعل من تمكين النساء وإشراكهن في جهود الإغاثة وإعادة البناء وإعداد الاستراتيجيات الوطنية ليس ترفاً ولا خياراً، بل هو ضرورة وطنية وأخلاقية.
لا يمكن بناء أي مستقبل دون المرأة، ولا يمكن رسم ملامح فلسطين بمعزل عن إرادتها وتجربتها ومساهمتها في القرار والسياسة والعدالة والتنمية.
الحضور الكرام،
إننا في وزارة شؤون المرأة نؤكد، كما نكرر دوماً، أن تعزيز مشاركة النساء في الحياة السياسية والحزبية هو حجر الزاوية في بناء مجتمع عادل ومنصف. وهنا نشيد بقرار المجلس المركزي الفلسطيني الذي أكد على ضرورة رفع نسبة تمثيل النساء في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات الدولة بنسبة لا تقل عن 30%.
لكننا لا نريد لهذا الرقم أن يبقى شعاراً، بل نريد له أن يصبح حقيقة ملموسة في كل حزب، في كل بلدية، في كل نقابة، وفي كل مؤسسة وطنية.
إن الأحزاب الفلسطينية، هي رافعة التحرر والبناء الوطني، وهي مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتبني قضايا النساء في برامجها السياسية، ليس فقط كفصل مضاف، بل كمنظور جامع في كل القضايا. مطلوب برامج حزبية تعكس رؤية عادلة لمكانة المرأة، لحقوقها في الحماية، والمشاركة، والموارد، والقرار.
وإن العدالة الاجتماعية التي ننشدها لا تتحقق إلا من خلال برامج اجتماعية واقتصادية تقر بالمساواة كحق، برامج تضمن وصول النساء، لا سيما المهمشات منهن، إلى الصحة والتعليم والعمل اللائق، وتحميهن من الفقر والعنف والإقصاء.
الحضور الكريم،
نحن في مرحلة تعيد تشكيل الأسئلة الكبرى، عن التحرر، عن الهوية، عن البناء الوطني. وفي هذه المرحلة، لا يجوز أن تغيب النساء عن الطاولة.
لقد أثبتت التجربة، خاصة في العدوان الأخير والمستمر على مدننا ومخيماتنا، وحرب الإبادة الممنهجة في قطاع غزة، أن المرأة لم تكنّ غائبة عن أي ساحة، بل تقدمت الصفوف.
حمت المرأة الفلسطينية أينما كانت أسرتها ومحيطها، تحت النار، أعدت الطعام في الملاجئ، بحثت عن دواء الأطفال في ركام المستشفيات، ونادت على العالم من وسط الركام أننا نستحق الحياة والكرامة والأمان.
هذه الصورة الحقيقية للمرأة الفلسطينية، وهي التي يجب أن تكون حاضرة في كل خطة واستراتيجية وقرار.
وأختم بالتحية لكل امرأة تناضل من أجل أن يبقى الوطن صامداً وحياً، ولكل من تحرس نارنا وبقاءنا.
وفي الختام، أتمنى لمؤتمركم النجاح والخروج بتوصيات تنسجم مع حجم نضالات المرأة الفلسطينية، وتعكس الواقع الراهن في ظل العدوان وحرب الإبادة، وتلبي الاحتياجات الحقيقية للنساء في هذه المرحلة المفصلية.