نشاطات وانجازات المرأة وسبل تمكينها في المؤسسات الإعلامية
أذابت العولمة و وسائل التكنولوجيا الحديثة الحواجز والحدود أمام الشبكات الدولية الإقتصادية والثقافية والاجتماعية والإعلامية، وعمقت التدفق الإعلامي بين المجتمعات والأفراد، كما اتاحت للمتلقي وسخرت له المساحه لإنتاج وبث الرسائل بمختلف الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية.
وجعلت من الإعلام احدى مؤسسات التنشئة الإجتماعية التي تزود المتلقي بالآراء والمفاهيم والاتجاهات، حتى اصبح الإعلام يعكس ثقافة وحرية المجتمع وديمقراطيته، وبات يعتبر احد ادوات التغير لمناهضة الصورة النمطية للمرأة في المجتمع، واخراجها من دائرة الخاص للعام، ونقل جوانب حياتها وادوارها الانجابية والانتاجية والاجتماعية والسياسية من المستوى المحلي الى الإطار الاقليمي والعالمي.
لمحة عامة حول "الإعلام والمرأة في فلسطين"
يعتبر الإعلام في فلسطين من الوسائل الهادفة الى تحقيق الاتصال ونقل المعلومات والمعارف والحقائق لمختلف الافراد، على اختلاف الجنس والعرق والدين، كما ينظر له على المستوى المحلي والدولي كمؤثر يسهم في تكوين رأي عام إزاء مختلف القضايا لا سيما السياسية، ويعتبر وسيلة لتكوين الاراء، وترسيخ السلوكيات والقيم والمفاهيم، بالإضافة لخلق معايير للأدوار الاجتماعية المتعددة.
لكن هناك صعوبات وتحديات تواجه الإعلام الفلسطيني وعلى رأسها الاحتلال حيث كانت حصيلة الانتهاكات الاسرائيلية بحق الصحفيين 192 إنتهاكا خلال عام 2016، منهم شهيد برصاص الاحتلال،و 52 مصاب وأكثر من 120 صحفي تم اعتقاله، واعتقال صحفيتان، وتجديد الاعتقال الاداري لخمسة صحفيين، وفرض غرامات مالية على الصحفيين المعتقلين، بالإضافة لعشرات اعتداءات على المؤسسات الصحفية ومصادرة الاجهزة والمعدات، ومصادرة وثائق العمل الرسمية للصحفيين، علاوة على استهداف الصحفيين بالإعيرة المطاطية والغاز والضرب.
بالإضافة الى تحدي الانقسام وقمع الحريات الصحفية، وغياب الاجسام المرجعية والرقابية، كما تواجه النساء الاعلاميات تحديات من حيث عدم استيعاب المؤسسات الإعلامية للقدر الكافي من الإعلاميات مما يكرس الصورة النمطية للمرأة كرمز للإغراء والاثارة ووسيلة للإعلان.
واقع الإعلامييات في فلسطين
عن واقع الإعلاميات أشارت دراسة نشرت على الموقع الإلكتروني لمركز تطوير الإعلام/ جامعه بيرزيت بعنوان " العوامل التي تؤثر على توظيف وأداء الإعلاميات في المؤسسات الإعلامية في فلسطين من منظور النوع الاجتماعي" أن المرأة الفلسطينية تعاني عموما في المجتمع الذكوري الأبوي ، حيث التمييز في العمل، والتباين في الرواتب لصالح الصحافي الذكر، وصعوبة حصول اللإعلاميات على العمل حيث تواجههن الصعوبات والعقبات لكونها انثى، علاوة على التعيين في الوظيفة لا يكون معياره الاساسي الكفاءة والتعليم وانما المظهر وطريقة اللباس والسلوك، بالإضافة الى ان اصحاب العمل وصناع القرار يفضلون الرجال على النساء على اعتبار ان المرأة تحتاج لاجازة امومة وساعه رضاعة مدفوعات الاجر وبالتالي يفضلون الاستعاضة بإمرأة غير متزوجة أو رجل.
وأوضحت الدراسة أن 41.5% من المبحوثات يعملن كمحررات ومراسلات، 23.3% مقدمات برامج،6.7% في الانتاج وأعداد البرامج،5.2 يعملن على المستوى الاداري،3% في مجال التصوير،1.5 سكرتيرات،2.1 في مجال الإخراج والتصميم الجرافيكي والهندسة الاذاعية، فلا يوجد إعلاميات على مستوى صناعه القرار في المؤسسات الإعلامية، وانما تعمل 74.8 منهن كمراسلة ومحرر ومقدمة برامج، ما يعني التعاطي معها بحدود كبيرة في إطار نمطي، على الرغم من أن 11% يعملن في المؤسسة نفسها لأكثر من 11 سنه، و15% حاصلات على درجة ماجستير والدكتوراة.